وبعد فترة استقرّت ألوية الشرف القيادة والسقاية والرفادة في بيت عبد مناف ، وبالتحديد في يد ولد هاشم بن عبد مناف دون بقية أخوته ، وبعد رحيل عبد شمس عن الدنيا ساورت ولده أمية أطماع في أخذ ما بيد عمّه من ألوية الشرف بالقوّة ، ووقف نوفل على الحياد ، وكادت أن تقع الحرب وتقطع صلات الرحم ، فتنافروا إلى كاهن خزاعة فقضى بنفي أمية بن عبد شمس عشر سنوات إلى منفى اختياري ، ولم يجد أمية بدّاً من الرضى بحكم ارتضاه ، فشدّ رحاله إلى الشام ليقضي بين أهلها السنوات العشرة التي كانت رصيداً لبيته الأموي من بعده ، فعلاقات المصاهرة أصبحت رصيداً لحفيده معاوية (١).
وقامت الدولة الإسلامية بزعامة النبي صلىاللهعليهوآله وجهود ابن عمّه الإمام علي عليهالسلام ، الذي كان عضده منذ اللحظة الأولى من الدعوة ، وفضل لا ينكر لأهل الحرب والحلقة اليثاربية وخؤولتهم ولكن مع ذلك كلّه ظلّ الأمويون يترقّبون الفرص حتّى ما بعد اتّساع الدولة والفتوحات ، وعندما سنحت الفرصة اقتنصوها ، واستولوا على الحكم استيلاء صريحاً بعد أن كان ضمنياً باستبعاد علي عليهالسلام بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله وساعتها تجلّت مشاعرهم اتجاه بني عمومتهم في المجازر الأموية التي راح ضحيّتها آل بيت النبوة ، وكل من أيّد البيت الهاشمي حتّى امتدّت يد الانتقام الحمقاء إلى الحسين سبط المصطفى صلىاللهعليهوآله ، ووصل بهم الهوس
_______________
(١) محمّد بن جرير الطبري ، تاريخ الطبري ، ٢ / ١٣٢.