ورأيت بمصر في زمن الطلب بأيدي الوراقين جزء فيه أبواب من النحو يجمعون على أنّها مقدّمة علي بن أبى طالب التي أخذها عنه أبو الأسود الدؤلي (١). وكان أبو الأسود الدؤلي ، كما ذهب السيوطي أوّل من رسم للناس النحو أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٢).
وقد أجمعت العلماء باللغة أنّ أوّل من وضع العربية أبو الأسود الدؤلي ، وأنّه أخذ ذلك عن علي بن أبي طالب (٣).
وعن ابن عبيدة معمر بن المثنى أنّه قال : أوّل من وضع العربية أبو الأسود الدؤلي ، ثمّ ميمون الأقرن (٤).
وقال ابن سلام الجمحي : أوّل من أسس العربية ، وفتح بابها ، وانتهج سبيلها ، ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلي ، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان ابن جندل ، وكان من أهل البصرة ، وكان علوي الرأي (٥).
وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح أنّ أوّل من وضع النحو علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ، وأخذ عن أبي الأسود الدؤلي نصر بن عاصم (٦).
_______________
(١) المرجع السابق ، ١ / ٥.
(٢) السيوطي ، المزهر ، ٣٩٧.
(٣) ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٥ / ٤٣٥.
(٤) المرجع السابق ، ١ / ٤٣٦.
(٥) القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ١٤.
(٦) المرجع السابق ، ١ / ٧٠٦.