على مذهبهم ، فويل للذين يكفّرون إخوانهم ، ويوغرون الصدور عليهم ، وينفخون في كل نار حتّى تلتهب.
فهذه هي مصادر التشريع عند الشيعة كما هي عند غيرهم من فرق ومذاهب أهل الإسلام وهذه هي عقائدهم ، فما هو معنى وصف الشيعة بالخارجين عن الدين أو بالفارسية ؟!
وتجد البعض يقول : بأنّ المضمون الفكري عندهم فارسي ! وعجيب هذا ، فكيف يستساغ فارسية الفروع مع إسلامية الأصول ؟! وممّا قدمنا يتّضح الهوية العريقة للتشيع التي هي عربية المهد واللغة ، ولأجل هذا ذهب الباحثون الموضوعيون أنّ التشيع عربي بكل خواصه ، وأنّ هذه الأقوال التي ترمى الشيعة بالفارسية نشأت متأخرة لأسباب ، منها : تحوّل الفرس من المذهب السني إلى المذهب الشيعي منذ القرن العاشر ، ومنها سياسية : ترتبط بالنزاع الذي دار بين الصفويين والعثمانيين ، فلقد حورب المذهب الجعفري الاثني عشري في عهد العثمانيين والأتراك مئات السنين محاربة عنيفة لئيمة متواصلة ، وتفنن المفرّقون بالافتراءات عليهم في ذلك العهد الظالم اللئيم ، فلم يتركوا وسيلة من وسائل الإيذاء إلّا اقترفوها (١) ، كما أنّ السلطان سليم الأوّل استصدر من الهيئة الإسلامية فتوى تجيز إعدام الذين اعتنقوا المذهب الشيعي من رعايا الدولة ، واعتبارهم مرتدّين عن الإسلام ، وقررت الهيئة أيضاً شرعية
_______________
(١) محمّد جواد مغنية ، الإمام جعفر الصادق ، ص ١١٣.