يترك رسول الله صلىاللهعليهوآله الأمّة ، دون وصي يرعى الأمّة ، وبدونه تؤول الأمور إلى فوضى وتنازع ؟!
ثالثاً : تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة على أنّ الإمامة بجعل من الله ; وذلك لقوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (١).
ويضاف إلى ذلك أحاديث وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله ، منها حديث الغدير : وأنّ الرسول صلىاللهعليهوآله حينما بلغ غدير خم جمع الناس وقال : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى. قال : اللهم فاشهد ، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ورفعها حتّى بَانَ بياض إبطيهما للناس وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، والعن من نصب له العداء والبغضاء ».
وفي ذلك أحاديث كثيرة وبطرق عدّة ، فقد روى هذا الموضوع مائة وعشرين صحابياً ، وأربعة وثمانين تابعياً ، وكان عدد طبقات رواته من أئمة الحديث يتجاوز ثلاثمائة وستين راوياً ، وقد ألّف في هذا الموضوع أكثر من عشرين مؤلّفا من الشيعة والسنة مما أشبعوا هذا الأمر بحثاً (٢).
_______________
(١) السجدة : ٢٤.
(٢) الجزء الأوّل من كتاب الغدير للأميني ، الإصابة لابن حجر في ترجمة الإمام علي ، الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة الإمام علي ، أعيان الشيعة ج ٣ باب الغدير محسن الأمين العاملي ، تفسير الرازي ، الدرّ المنثور في تفسير الآية ٦٧ من سورة المائدة.