وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : « قام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى « خماً » بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثمّ قال : أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ... ثمّ قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ... » (١).
يقول ابن حجر الهيتمي : إنّ حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وفي رواية أحمد أنّه سمعه من النبي صلىاللهعليهوآله ثلاثون صحابياً ، وشهدوا به لعلي لمّا نوزع أيام خلافته ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ، ولا لمن ردّه (٢).
ويقول سبط ابن الجوزي : « اتّفق علماء السير على أنّ قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلىاللهعليهوآله من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة ، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفاً ، وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (الحديث). نص صلىاللهعليهوآله على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة. وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده : أنّ النبى صلىاللهعليهوآله لمّا قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار (٣).
_______________
(١) مسلم ، صحيح مسلم ، ٧ / ١٢٢ ، ١٢٣.
(٢) ابن حجر الهيتمي ، الصواعق المحرقة ، ص ٤٢.
(٣) سبط ابن الجوزي ، تذكرة الخواص ، ص ٣٠ ، ٣١.