وأويس القرني ، وسعد بن مالك ، فكيف ترك الناس كل هؤلاء وافتتنوا برجل ليس له في الإسلام قدم ؟! وكيف ترك الناس كل هؤلاء واتّبعوا صاحب دعوة تنقض الإسلام ، وترفع لواء الكفر ؟!
والعجب العجاب تلك الطريقة التي اتّبعها عمّال الأمصار معه ، كما قال الطبري وغيره ، من أنّهم لم يستوقفوه ، وإنّما أخرجوه من مصر إلى البصرة ، ثمّ إلى الكوفة ، ثمّ إلى الشام ، ثمّ إلى مصر ، وكأنّهم يدفعونه إلى أن ينشر دعوته في الأمصار !! أفتونا يا سادتنا هل هذه الدعوة عقوبتها النفي ؟!
وهنا ملاحظة أُخرى وهي : أنّه لو أسلم ابن سبأ أو ادّعى الإسلام فليس عليه رقيب أو حسيب من الناس في إسلامه ، أمّا إذا ادّعى النبوة لنفسه أو لأحد غير رسول الله صلىاللهعليهوآله أو ادّعى الألوهية لأحد من الناس أو قال بحلول جزء إلهي في أحد ، فكيف يترك صاحب المقال دون عقاب شرعي على كفره ؟!
ولماذا لم يعاقبه الخليفة عثمان رغم
أنّه كان شديداً مع بعض أصحاب رسول الله كعبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر ؟! وكيف تركه معاوية والي الشام رغم أنّ عبادة بن الصامت التقى به وأتى به إلى معاوية ، وقال له : هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر ، فلماذا سيّر أبا ذر إلى الخليفة ، وطرد ابن سبأ إلى مصر ، لماذا ؟! الذي فعله ؟ وهل كان