وهناك أكثر من نقطة ممّا يجعل المؤرّخ الموضوعي أن يشكك في حدث الاغتيال والوصية.
أوّلاً : عنصر الوقت. أعتقد أنّه لم يكن متوفّراً أمام الخليفة ليشكّل مثل هذا المجلس.
وثانياً : رأي الخليفة فى بعض الستة الذين انتدبهم لهذه المهمة لم يكن رأياً إيجابياً.
وثالثاً : تركيبة المجلس بحد ذاتها تورث الشك.
ورابعاً : الدور البارز المفتعل لعبد الرحمن بن عوف وكأنّه هو الذي يوجّه كل حركة المجلس.
وبدا منذ اللحظة الأولى يخطط لإبعاد علي ومجي شخصية يستطيع من خلالها السيطرة على الوضع أو أن يمارس نفوذاً فى ظل الخليفة القادم ، ويدعو في ذلك الآخرين باستثناء سعد بن أبي وقاص الذي تنازل لعلي ، وبالتالي ممّا يعزز هذا الشك أنّ الذين أيّدوا عثماناً تقاضوا الثمن بعد ذلك ، أولئك الذين كان الخليفة عمر بن الخطاب يفرض عليهم نظاماً صارماً وهو الإقامة شبه الجبرية في المدينة حتّى لا يستغلّوا وجودهم في مواقع قيادية لتأسيس نفوذ في المناطق المفتوحة حديثاً ، وفجأة أصبح هؤلاء يملكون مزارعاً وضياعاً وأموالاً طائلة إلى غير ذلك٠