فأعتقد أنّ اغتيال عمر بن الخطاب كان مؤامرة من قِبَل فئة من الناس ، خصوصاً الفئة الطارئة على الإسلام ، والتي يمكن أن نتّهمها دون صعوبة أنّها ضالعة في اغتيال عمر بن الخطاب.
وليس مصادفة أن يتمّ اغتيال شخصية على مستوى الخليفة عمر بن الخطاب ، وأن يبرر الاغتيال بذرائع ساذجة (١) ، وأعتقد أنّ ذلك مجرد تبرير رسمي لهذا الاغتيال ليس أكثر.
وهناك ملف آخر يتعلّق بقيام ابنه عبيد الله بقتل متّهمين ، وأعتقد أنّهم ممن قتلوا أبيه ، والجملة التي تفوّه بها مهدداً ـ لأقتلنّ أناساً ممن شارك في دم أبي ـ شاهدٌ على ذلك.
وبموت أبي لؤلؤة ذهب سرّه معه.
ولقد حاول عبد الرحمن بن عوف أن يقنع الزبير وسعد بالبيعة لعثمان ، فقال سعد : إن اخترت عثمان فهذا أحبّ إليّ ، وقال الزبير : إنّه يؤيّد علياً.
ثمّ نادى ابن عوف علياً فناجاه طويلاً ، وانصرف الإمام علي عنه ،
_______________
(١) قال ثابت البناني عن أبي راجح : كان أبو لؤلؤة عبداً للمغيرة يصنع الأرحاء ، وكان المغيرة يستغلّه كل يوم أربعة دراهم ، فلقي عمر فقال : يا أمير المؤمنين إنّ المغيرة قد أثقل عليّ فكلّمه ، فقال : أحسن إلى مولاك ، ومن نية عمر أن يُكلّم المغيرة فيه ، فغضب وقال : يسع الناس كلهم عدلك غيري ، وأضمر قتله ، واتخذ خنجراً وشحذه وسمّه ، تاريخ الإسلام ، ٢ / ١٠٩.