فدعا علياً فقال له : « عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنّة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده ».
فقال علي : « أرجو أن أفعل فأعمل بمبلغ علمي وطاقتي ».
ثمّ أخذ بيده وقال : « أبايعك على شرط عمر ألّا تجعل أحداً من بني هاشم على رقاب الناس » ، فقال علي : « ما لك ولهذا ؟ إذا قطعتها في عنقي فإنّ عليّ الاجتهاد لأمّة محمّد ، وحيث علمت القوّة والأمانة استعنت بهما ، كان في بني هاشم أو غيرهم ». فترك يد علي وأخذ بيد عثمان ، فسأله كما سأل علياً وشرط عليه ألّا يضع بني أمية على رقاب الناس ، فوافق عثمان على الشرط.
فأعلن عبد الرحمن بن عوف أنّه يبايع عثمان ، ودعا الناس إلى بيعة.
فقال علي : « ليس هذا أوّل يوم تظاهرتم عليّ ، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، أما والله ما ولّيت عثمان إلّا ليرد الأمر إليك ، والله كل يوم هو في شأن ».
فقال عبد الرحمن : « يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا ، فإنّي قد نظرت وشاورت الناس ، فإذا هم لا يعدلون بعثمان. فقال علي : « سيبلغ الكتاب أجله ».
فقال المقداد : « ما رأيت مثل ما أوتي أهل البيت بعد نبيهم. إنّي لأعجب من قريش أن تركوا رجلاً ما أحد أعلم منه ، ولا أقضى منه بالعدل ».