لقد شهدت مصر سنة ١٩٤٧ م تشكيل دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وللأستاذ الأكبر محمود شلتوت مقدّمة في قصّة التقريب قال : « كان يجلس المصري إلى الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني ، ويجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي ، حول مائدة واحدة ، تدوي بأصوات فيها علم ، وفيها أدب ، وفيها تصوّف ، وفيها فقه ، وفيها مع ذلك روح الأخوّة وذوق المحبّة والمودّة ، وزمالة العلم والعرفان ».
وأصدرت اللجنة مجلة (رسالة الإسلام) وشعارها ( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) (١).
وفي الحقيقة لا يوجد خلاف وشقاق ونزاع بين الشيعة والسنة ، بل الخلاف والشقاق وراءه أجندة سياسية ومصالح فئوية وحزبية ، وكان وراء هذه النزاعات الحكّام الظلمة أمثال بني أمية وبني العباس. وهذا الخلاف أحدث فجوة وشقاق أمكنه من التأثير سلباً على فكرة التقارب بين الفريقين.
ولم يكن كتاب منهاج السنة فى نقض كلام الشيعة والقدرية لابن تيمية إلّا حلقة في هذا النزال والجدل المرير الذي جاء في إطار المناظرة بينه وبين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي المشهور بالعلامة المتوفى سنة ٧٢٦ هـ ، وردّاً على كتابه (منهاج الكرامة في معرفة الإمامة) ،
_______________
(١) الأنبياء : ٩٢.