وتناول الشيعة ومنهجها بالكثير من المبالغات والسخرية.
وفي أوائل القرن التاسع عشر قامت حركة تجديدية جعلت الحواجز تتساقط بين المسلمين ، وأخذت العلاقات أبعاد جديدة من الودّ والتفاهم ، وكان هدف المجددين هو وحدة الأمّة سنة وشيعة. وكان من هؤلاء السيد جمال الدين الأفغاني الذي اعتبر أنّ هذا الأمر أهمّ ما يقابل الأمّة في تلك الظروف من تحدّي ، وقد كان الرجل ساعياً وراء حلمه منادياً به ، يحمل بين جنباته قدراً غير قليل من رباطة الجأش وسعة الصدر ، ويرى أنّ القرآن يدعو إلى الوحدة والتحرّر من كل القيود التي تتلاعب بالأمّة حتّى تستطيع أن تنجز مهمّتها حيث أنّها حاملة لرسالة إلهية جاءت لدحض الجبّارين والمستكبرين ، وتثبيت التوحيد ، فالرؤية الشرعية والمصلحية تستدعي وحدة الأمّة.
وتجلّى نجاح هذه الحركة في أكثر من موقف ، منها : تظاهر مسلمي الهند من أجل تأييد الثورة المهدية ضدّ الإنجليز المحتلين فى السودان ، ومنها : تحريض علماء الشيعة في العراق وإيران شيعتهم على قتال الإنجليز في الحرب العالمية الأولى ، رغم ما فعلته فيهم الدولة العثمانية ، بيد أنّ تيار الوحدة وانعقاد أواصر الأخوّة بين السنة والشيعة كان أقوى من كل حدث سابق عليه.
ورغم أنّ حركة التجديد لم تؤت كل ما
نعقده عليها من آمال إلّا أنّها وفّقت على الأقل في القضاء على كثير من العقبات ، واستطاعت الوصول