إلى نقاط اتفاق ، واعتبروا الوحدة الإسلامية هدفاً أبعد من حدود الخلافات المذهبية والعقائدية ، ويجب أن ينتقل الخلاف من مساحة الخصوصية إلى مساحة الحوار.
وقد استمر الشيعة في نضالهم من أجل وحدة الأمّة ، فاشتركوا مشاركة فعلية في مؤتمر بيت المقدس ١٩٢١ م ، وشارك مندوب اليمن ، ومندوبان من إيران ، ومفتي الشيعة فى سوريا ، ومندوب عن شيعة العراق ، وكانت لهذه المشاركات دلالة على أنّ قضية الخلاف بين الشيعة والسنة خلاف مفتعل. ويمكن أن تبنى وجهات النظر بينهما مرّة أُخرى على احترام كل من الطرفين ، وأن يكونوا وحدة سياسية واجتماعية.
وفي عام ١٩٤٧ م أنشأت في مصر دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، والتي أصبحت مجمع للحوار بين الفرق الإسلامية.
وقد أثّر إحياء الاجتهاد والمدارسة
الجديدة في إعادة النظر التاريخي بين السنة والشيعة على الحوار مع الشيعة لتحقيق مصلحة الأمّة ، ففي فبراير ١٩٥٩ م نشرت مجلة الأزهر الرسمية في القاهرة فتوى شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت ، والتي نصّت على جواز التعبّد بفقه الشيعة الإمامية ، وكان هذا يعني الاعتراف بالتشيع كمذهب رسمي إلى جوار المذاهب الفقهية الأخرى ، وهذه الفتوى كانت تحت عنوان (الإسلام دين الوحدة) ، واستطاع الشيخ أن يدحض التعصّب ، ويرصد مضارّه وآثاره ،