واحد وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنّه يتولّى علياً رضياللهعنه وأهل بيته ، حتّى صار لهم اسماً خاصاً ، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف أنّه منهم ، وفي مذهب الشيعة كذا ، أي : عندهم. وتُجمع الشيعة على شيع ، وأصلها من المشايعة ، وهي المتابعة والمطاوعة (١).
٨ ـ أحمد أمين في فجر الإسلام قال : إن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام ، ولكن بمعنى ساذج ، وهو أنّ علياً أولى من غيره من وجهتين : كفايته الشخصية ، وقرابته للنبي (٢).
وممّا سبق يتّضح أنّ نظر الباحثين على اختلاف مذاهبهم ، هو أنّ الأساس في تعريف الشيعة هو تقديم علي بن أبي طالب على غيره من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، سواء كان لوجود نص أو صفات اختص بها ولم تتوفر في غيره ، وهنا يظهر بوضوح أنّ الإمامة في مذاهب الشيعة ليست بالانتخاب ، ولكن بالتعيين أو الوصية من إمام لآخر ، من ولد علي خاصّة ، وأنّها وليدة النصوص ، وبذلك فهي امتداد للنبوّة.
وبهذا المنطق نقول : إنّ التشيع في بداياته ونهاياته واحد ، وأنّ التطوّر الحاصل فيه ، ما هو إلّا تبرعم أفكار مستنبطة من الأُصول ، وثمرة البحث في الحجج والأفكار.
ولكن إذا كان هذا النبت غير طبيعي ، وقد اختلط بتعاليم غير إسلامية
_______________
(١) ابن الأثير ، النهاية ، ٢ / ٥٢٠.
(٢) أحمد أمين ، فجر الإسلام ، ص ٤٣٩.