من قريش ، وكان جماعة من الصحابة يتشيّعون لعلي ، ويرون استحقاقه على غيره ، ولمّا عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك (١) :
أحمد أمين قال : وكانت البذرة الأولى للشيعة ، الجماعة الذين رأوا بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله أنّ أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه (٢).
حسن إبراهيم قال : ولا غرو فقد اختلف المسلمون إثر وفاة النبي صلىاللهعليهوآله فيمن يولّونه الخلافة ، وانتهى الأمر بتولية أبي بكر ، وأدّى ذلك إلى انقسام الأمّة العربية إلى فريقين جماعية وشيعية (٣).
اليعقوبي قال : ويعد جماعة من المتخلّفين عن بيعة أبي بكر هم النواة الأولى للتشيّع ، ومن أشهرهم سلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، والعباس بن عبد المطلب (٤).
وإنّ ما عليه جمهور الباحثين والمؤرّخين الذين ذهبوا إلى أنّ التشيّع ظهر بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله وخاصّة يوم السقيفة ، فإنّ هذا يعدّ دليلاً على وجوده في حياة النبي ; لأنّه من غير المعقول أن يتبلور هذا الفكر في يومين من وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله حتّى السقيفة ، ويتّخذه الناس مذهباً لهم بميزته وخواصّه الفكرية ، ولهذا ذهب باحثون آخرون إلى تخطئة من يؤرّخ للشيعة في عصور متأخرة مع أنّ الأحداث التاريخية شديدة
_______________
(١) تاريخ ابن خلدون ، ٣ / ٣٦٤.
(٢) أحمد أمين ، فجر الإسلام ، ص ٤٣٩.
(٣) دكتور حسن إبراهيم ، تاريخ الإسلام السياسي ، ١ / ٣٧١.
(٤) أحمد بن أبي يعقوب ، تاريخ اليعقوبي ، ٢ / ١٠٤.