الدلالة على وجود التشيّع لعلي في حياة النبي صلىاللهعليهوآله ، وفي هذا يقول الطبري : تعليقاً على قوله تعالى ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ودعاهم إلى إتّباعه فلم يجب إلّا علي بن أبي طالب ، فأخذ النبي برقبته وقال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا (٢).
ومن الخطأ أيضاً أن يقال : إنّ الشيعة إنّما ظهروا لأوّل مرّة عند انشقاق الخوارج ، بل كان بدء التشيّع وظهوره في عصر رسول الله صلىاللهعليهوآله حين أمره ربّه بإنذار عشيرته (٣).
وذهب الشيعة وغيرهم من المحققين إلى أنّ التشيّع ولد أيام الرسول صلىاللهعليهوآله وهو الذي غرسه في نفوس أصحابه عن طريق الأحاديث التي جاءت عن النبي في حق عليّ ومكانته ، وهذا ما رواه أهل العلم من سنّة وشيعة ، فقد روى السيوطي عن ابن عساكر عند تفسيره الآيتين السادسة والسابعة من سورة البيّنة بسنده وعن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي صلىاللهعليهوآله فأقبل علي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، فنزل قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٤) وأخرج ابن عدي عن ابن
_______________
(١) الشعراء : ٢١٤.
(٢) محمّد بن جرير الطبري ، تاريخ الطبري ، ٦ / ٢١٦ ، وابن الأثير ، النهاية ٢ / ٢٨.
(٣) يحيى فرغل ، عوامل وأهداف نشأة علم الكلام ١ / ١٠٥.
(٤) البينة : ٧.