سبّاباً ، ويجب أن يكون له في رسول الله صلىاللهعليهوآله أسوة حسنة ، فقد كان صلىاللهعليهوآله خلقه القرآن ، ولم يبعث إلّا ليتمم مكارم الأخلاق ، أنّ الذين جعلوا السباب في حق الأمّة سنة فعليهم وزره ووزر من عمل به لا ينقص منه شي إلى يوم القيامة.
واعلم أنّ الشيعة أنصار علي وآل البيت ، وليس من خلقهم السب والشتم ، وأنّ وجود جماعة شتّامين في الأزمنة المتأخرة سببه ما تعرّضت له الشيعة من التنكيل والإبادة على الظنة والتهمة ، ومحاربتهم في أرزاقهم ، ومنعهم من عطائهم ، وعزلهم سياسياً واجتماعياً.
وإنّ مثل هذا الاضطهاد يستلزم التنفيس ، وقد يكون هذا التنفيس في عمل إيجابي كالثورات ومحاربة الظلم أو بعمل سلبي كالسباب.
واعلم أنّ الذي أسس هذه البدعة هم الأمويون بشتمهم الإمام علي عليهالسلام على منابرهم ولعنه وآل بيته بعد كل صلاة مكتوبة حتّى غلب على ظن العامة أنّ الصلاة لا تصح إلّا بلعن (أبي تراب) (١). روى الواقدي أنّ معاوية لمّا عاد من العراق إلى الشام بعد بيعة الحسن عام واحد وأربعين خطب فقال : أيّها الناس إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة فإنّ فيها الأبدال وقد أخبرتكم فالعنوا أبا تراب (٢).
_______________
(١) خطط المقريزي ، ٤ / ١٥٢.
(٢) محمود أبو رية ، أضواء على السنة المحمّدية ، ص ١٠٣.