وفي البخاري ومسلم حدّثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً قال : فأبى سهل فقال له : أمّا إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب ، فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها (١).
وفي مسلم حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمّد بن عباد قالا :
حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ... (٢) ».
وكان ممن بقي من أصحاب حجر بن عدي عبد الرحمن بن حسان العنزي وكريم بن عفيف الخثعمي قالا : ابعثوا بنا إلى أمير المؤمنين ، فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته ، فبعثوا إلى معاوية يخبرونه بمقالتهما ، فبعث إليهم أن ائتوني بهما ، فلمّا دخلا عليه قال الخثعمي : الله الله يا معاوية فإنّك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة ، ثمّ مسؤول عمّا أردت بقتلنا ، وفيم سفكت دماءنا ؟ فقال معاوية : ما تقول في علي ؟ فقال : أقول فيه قولك. قال : أتبرأ من دين علي الذي
_______________
(١) البخاري ٥ / ٢٣ ، ومسلم ١٥ / ١٨١ ـ ١٨٢. نقلاً عن الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف ابن حجر.
(٢) ابن حجر العسقلاني ، المصدر السابق ، ٧٦. مسلم ١٥ / ١٧٥.