ولقد جابهته زينب بنت علي بجرأة محمّدية وقالت (أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء ، أنّ بنا هواناً على الله او بك عليه كرامة ، وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان. أنسيت قول الله تعالى ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ؟! أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ؟! قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن من ولي ولا من حماتهن حمي ، إلى أن قالت : ثمّ تقول غير متأثم ولا مستعظم :
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل |
وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة
بإراقتك دماء ذرية محمّد صلىاللهعليهوآله
، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف بأشياخك زعمت أنّك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ، فوالله يا يزيد ما فريت إلّا جلدك ، ولا حززت إلّا لحمك ، ولتردن على رسول الله صلىاللهعليهوآله
بما تحملت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت