وحينا ، ولا تدرك أمرنا ، ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلّا فند وأيامك إلّا عدد وجمعك إلّا بدد ؟ يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين (١).
د ـ ومع هذا ـ والكلام لابن تيمية ـ فطائفة من أهل السنة يجيزون لعنه ; لأنّهم يعتقدون أنّه فعل من الظلم ما يجوز لعن فاعله ، وطائفة أُخرى ترى محبّته ; لأنه مسلم تولّى على عهد الصحابة ، وبايعه الصحابة ، وكان له محاسن ، ولم يصح عنه ما نقل عنه ، وكان مجتهداً فيما فعلة (٢).
ولنا أن نسأل هل هذه الطائفة التي لعنته من أهل السنة ؟ وعلى أيّ شي لعنته ؟ وأرى أنّه ولولا الخجل لقال ابن تيميّه : ولقد ظلموا الرجل ; لأنّه تولّى في عهد الصحابة ، ولم يقل : وقتل الصحابة ، وحاربهم ، واستباح حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله واستباح المدينة وأهلها ، وقد روى أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : (المدينة حرم من كذا إلى كذا ، لا يقطع شجرها ، ولا يحدث فيها حدث ، من أحدث حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (٣) ، وعن جعيد عن عائشة (هي بنت سعد) قالت : اسمعت سعداً قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : (لا يكيد أهل المدينة أحد إلّا
_______________
(١) أحمد بن أبي طاهر ، بلاغات النساء ، ص ٢٥.
(٢) ابن تيمية ، الوصية الكبرى ، ١ / ٣٨.
(٣) ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري ، ٤ / ٩٧ رقم ٢١٨٦٧.