الجزيرة العربية ، وبعضهم استقر بيثرب (المدينة المنورة) ، تعرّضت الأطراف الشمالية والجنوبية للسيطرة الاستعمارية من الروم والفرس والأحباش ، وكانت مكة في منتصف الطريق بين اليمن جنوباً والشام شمالاً في أحد أودية جبل السراة ، وهو الوادي الذي وصفه الله في القرآن ( غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) ولمّا كانت هذه المنطقة شديدة الجفاف عظيمة الخطر لمن يخترقها ، فقد قامت هذه البلاد بدور الوسيط التجاري بين الشمال والجنوب ، وكانت قريش هي ملتقى هذا الطريق التجاري ، ولها مكانتها لعدّة عوامل ، منها :
العامل الأوّل : التجارة والتي تعدّ أحد أهم العوامل التي جعلت لمكة قدراً كبيراً بين العرب وخاصة قريش.
العامل الثاني : وجود الكعبة التي تمثّل قدس أقداس العرب قبل الإسلام ، وهي الرمز الجامع لحياتهم الروحية قبل البعثة المحمّدية ، والتي كان العرب يقصدونها للحج مرّة واحدة من كل عام ، حيث تبدأ شعائر الحج من الكعبة ، ثمّ المزارات المقدسة حولها.
العامل الثالث : في هزيمة جيش أبرهة ، والذي حاول هدم الكعبة لصرف الناس عنها حتّى يحجّوا إلى معبده الذي بناه في صنعاء ، لكن الله أرسل عليهم طيراً أبابيل ، ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول.