نقول : إنَّ من المحزن حقاً أن يصبح موضوع التقية سُلَّماً للتشنيع علىٰ الشيعة وقذفهم بما لا يليق ونعتهم بأشنع الأوصاف حتىٰ شبههم الشيخ باليهود ، وكأن التقية بدعة قد ابتدعتها الشيعة لأغراض لا تمت إلىٰ الدين بصلة .
إن التقية ليست من بدع الشيعة ، وليس التزامهم بها بمثل تلك الصورة المشوهة التي يحاول البعض أن يلصقوها بالشيعة ، فالتقية شيء ثابت في الشريعة الاسلامية ، نزل بها القرآن الكريم وأقرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتزم بها المسلمون منذ عهد الصحابة وحتىٰ يومنا هذا ، وبيّن الفقهاء أحكامها ، بل إن الذين يشنعون علىٰ الشيعة قد يكونون أكثر التزاماً منهم بالتقية لو أنهم تعرضوا لمثل ما تعرض له الشيعة من محن علىٰ مرّ العصور .
قال الامام الباقر عليهالسلام لبعض أصحابه : « يا
فلان ، مالقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا ، ومالقي شيعتنا ومحبونا من الناس ! إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
قبض وقد أخبر أنّا أولىٰ الناس بالناس ؛ فتمالأت علينا قريش حتىٰ أخرجت الأمر عن معدنه واحتجت علىٰ الأنصار بحقنا وحجتنا ، ثم تداولتها قريش ، واحداً بعد واحد ، حتىٰ رجعت إلينا ، فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتىٰ قُتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ثم غُدر به وأُسلم