خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله : « أما ترضىٰ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسىٰ إلّا أنه لا نبوة بعدي » ، وسمعته يقول يوم خيبر : « لأُعطي الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » ، قال : فتطاولنا فقال : « ادعوا لي علياً » ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : « اللهم هؤلاء أهلي » (١) .
قال العلامة الحلي قدسسره : واتفق المفسرون كافة علىٰ أن الأبناء إشارة إلىٰ الحسن والحسين عليهماالسلام ، والنساء إشارة إلىٰ فاطمة عليهاالسلام ، والانفس إشارة إلىٰ علي عليهالسلام ، ولا يمكن أن يقال أن نفسيهما واحدة فلم يبق المراد من ذلك إلّا المساوي ، ولا شك في أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الناس ، فمساويه كذلك أيضاً (٢) .
١ ـ عن عمار بن ياسر رضياللهعنه قال : كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة
_______________
(١) صحيح مسلم ٤ / ١٨٧١ كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، سنن الترمذي ٥ / ٦٣٨ .
(٢) كشف المراد في شرح الاعتقاد : ٣٨٥ .