( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) .
قال الشيخ المظفر رحمهالله : فانه تعالىٰ أوجب طاعة أُولي الأمر علىٰ الاطلاق كطاعته وطاعة الرسول ، وهو لا يتم إلا بعصمة أُولي الأمر ، فان غير المعصوم قد يأمر بمعصية وتحرم طاعته فيها ، فلو وجبت أيضاً اجتمع الضدان : وجوب طاعته وحرمتها ، ولا يصح حمل الآية علىٰ إيجاب الطاعة له في خصوص الطاعات ، إذ مع منافاته لإطلاقها لا يجامع ظاهرها من إفادة تعظيم الرسول وأُولي الأمر بمساواتهم في وجوب الطاعة ، إذ يصبح تعظيم العاصي ولاسيما المنغمس بأنواع الفواحش ، علىٰ أن وجوب الطاعة في الطاعات ليس من خواص الرسول وأُولي الأمر ، بل تجب طاعة كل آمر بالمعروف ، فلابد أن يكون المراد بالآية بيان عصمة الرسول وأُولي الأمر ، وأنهم لا يأمرون ولا ينهون إلّا بحق (٢) .
أما كون الامامة واجبة علىٰ الله تعالىٰ ، فيثبته قوله تعالىٰ لابراهيم عليهالسلام : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٣) .
_______________
(١) سورة النساء : ٥٩ .
(٢) دلائل الصدق ٢ / ١٧ .
(٣) سورة البقرة : ١٢٤ .