هذه أُسطورة أُخرىٰ من أساطير الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي لا تنتهي أساطيره ، وكأنه يتحدّث عن أقوام بائدة ، أو عن سكان كوكب آخر يتعذر الوصول إليهم .
ولنا أن نسأل الشيخ : إذا كان الشيعة يربون علىٰ عشرات الملايين ، وهم منتشرون في كافة بقاع الأرض ، فكيف يتاح لهم الوقوف علىٰ ذلك السرداب والاجتماع عنده وقت الصلاة كل يوم ؟ كيف يستطيع الشيعي الهندي مثلاً أن يجيء لينتظر علىٰ باب السرداب كل يوم وهو يبعد عنه آلاف الأميال ؟ أم أن ذلك مختص بأهل مدينة سامراء التي يوجد فيها السرداب ، وهل أن هؤلاء هم الشيعة كلهم ؟!!
علىٰ أي حال لا أرىٰ حاجة للاسهاب في الكلام عن هذه الخرافة التي لا يقبلها إلّا عقل مريض .
أما فيما يتعلق بموضوع الجمع بين الصلاتين ، فلو كان الشيخ علىٰ شيء ولو يسير من العلم لما خاض هذه المخاضة وفضح نفسه بعد أن وردت به الآثار الصحاح ، وركن إليه العلماء من أهل السنة واعترفوا بمشروعيته ، رغم أن معاندة الحق والتعصب المذهبي قد يدفع البعض إلىٰ محاولة إيجاد تأويلات غير مقنعة لا تنهض أمام الحقائق الدامغة .