وهو يُقذِع في وصف أُمّة مسلمة يربو عددهم علىٰ المائتي مليون ، ولكن ليس لنا أن نجاريه في هذه السفاهة ، فأتباع أهل البيت عليهمالسلام يُجلون ألسنتهم وأقلامهم عن مثل هذا الفحش ، وكل شيء يرجع إلىٰ أصله .
نقول بعد هذا : إن المسلمين متفقون علىٰ أن الاجتهاد في الفروع أمر جائز تبعاً للأدلة المتوفرة ، وقد خالف أئمة أهل السنة وفقهاؤهم بعضهم بعضاً ، ولم يقدح ذلك في أحدهم .
لكن من المؤلم حقاً أن الشيخ لا يكتفي بالافتراء علىٰ الشيعة ، بل يفتري علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه المنتجبين أيضاً ، حيث ينسب لهم ما لم يقولوه ، ذلك أن الرواية التي يستشهد بها ويدعيها علىٰ لسان أمير المؤمنين عليهالسلام فيما يخبر عن النبي ، لم ترد بهذا الشكل المشوه الذي يدعيه الشيخ ، بل هي كما يأتي :
عن علي قال : قال رسول الله : « لا تنكح المرأة علىٰ عمتها ولا علىٰ خالتها » (١) .
وهنا ينبغي لنا أن نقف قليلاً أمام النصوص التي وردت عن
_______________
(١) مجمع الزوائد ٤ / ٢٦٣ وقال : رواه أحمد وأبو يعلىٰ والبزار وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح .