قال ابن أبي الحديد المعتزلي : وعمر هو الذي شدّ بيعة أبي بكر ووقم المخالفين فيها ، فكسر سيف الزبير لما جرده ودفع في صدر المقداد ووطئ في السقيفة سعد بن عبادة وقال : اقتلوا سعداً قتل الله سعداً ، وحطّم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، وتوعد من لجأ إلىٰ دار فاطمة عليهاالسلام من الهاشميين وأخرجهم منها ، ولولاه لم يثبت لأبي بكر أمر ولا قامت له قائمة (١) .
أما الروايات التي في مقابل الرواية الصحيحة عن ذؤيب : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما حُضر قالت صفية : يا رسول الله ، لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ إليهم ، وإنك أجليت أهلي ، فان حدثَ حدثٌ فالىٰ من ؟ قال : « إلىٰ علي بن أبي طالب » (٢) .
فهذه الرواية الصحيحة تثبت حجتنا بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وكّل إلىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام رعاية مصالح المسلمين كافة من بعده ـ ومنهم أهل بيت النبي وأزواجه ـ بعد أن نصبه ولياً علىٰ الأمة كافة من بعده كما أثبتنا فيما سبق .
أما الرواية التي وردت علىٰ لسان ابن عمر والتي يحدد النبي
_______________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٧٤ .
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ١١٢ ـ ١١٣ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .