١ ـ أنّ الرواية المتفق عليها ـ والتي ذكرناها في الفصل السابق ـ أثبتت أن أمير المؤمنين عليهالسلام قد تأخر عن بيعة أبي بكر ستة أشهر ، لأنه اعتبره مستبداً عليه ، ومعلوم قطعاً أن أمير المؤمنين عليهالسلام لو كان قد سمع من النبي شيئاً مما ادُّعي عليه في فضل أبي بكر لما تخلف عن بيعته .
٢ ـ أنّ المصادر التي نقلت خطبة أبي بكر ـ بعد الاستخلاف ـ قد اتفقت علىٰ أن أبابكر قال فيها : إني قد وليت عليكم ولست بخيركم... (١) .
وهذا يدل علىٰ أن أبابكر لم يكن يرىٰ لنفسه هذه الأفضلية المزعومة .
٣ ـ ذكرت مصادر أهل السنة وصحاحهم أن عمر بن الخطاب قد أعلن علىٰ المنبر بأن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقىٰ الله شرها (٢) .
ويقيناً لو أن عمر كان قد سمع نصاً أو إشارة من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ أبي بكر لادعاه ، لأنه صاحبه ورفيقه الذي وقف معه بكل حزم ، كما أكدت ذلك المصادر التاريخية .
_______________
(١) الكامل في التاريخ ٢ / ٢٣٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢١٠ ، التمهيد : ٤٨٧ .
(٢) صحيح البخاري ٨ / ٢١٠ باب رجم الحبلىٰ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٢٧ ، مسند أحمد ١ / ٥٥ ، تاريخ الاسلام للذهبي ٣ / ٦ ، وقال متفق علىٰ صحته .