وأما ابن الجوزي فيقول في كشف المشكل : قد أطلت البحث عن معنىٰ هذا الحديث وتطلبت مضانه وسألت عنه فلم أقع علىٰ المقصود به ، لأن ألفاظه مختلفة ، ولا أشك أن التخليط من الرواة .
وقال ابن المنادي : يحتمل في معنىٰ حديث « يكون إثنا عشر خليفة » أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان .
وأما ابن حجر العسقلاني فيورد الآراء المتقدمة دون أن يعطي نتيجة حاسمة في الأمر (١) .
أما السيوطي فيقول : وقد وجد من الاثني عشر : الخلفاء الأربعة ، والحسن ومعاويه وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل أن يضم إليهم المهدي العباسي ، لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في الأمويين ، والظاهر العباسي ، أيضاً لما أوتيه من العدل ، ويبقىٰ الاثنان المنتظران ، أحدهما المهدي من أهل البيت (٢) .
لكن الخلافة الاسلامية سقطت وأُلغيت ولمّا يظهر الخليفة الحادي عشر ، فمتىٰ يظهر إذاً ؟!
إن هذا الاضطراب والتخبط كله ناجم عن إعراض أُولئك العلماء
_______________
(١) فتح الباري ١٣ / ١٧٩ ـ ١٨٣ .
(٢) تاريخ الخلفاء : ١٠ .