أُولئك اليهود لم يغلطوا ، ولكن أنت المخطئ ، لانك أسدلت غشاوة التعصب علىٰ بصيرتك ، وإلّا فلماذا لم تبين لنا من هم أُولئك الاثنا عشر إن كنت تدري ؟!!
إن المشكلة التي حيرت العلماء هي لفظة ( خليفة ) التي وردت في بعض الروايات ، فحاولوا أن يطبقوها علىٰ الخلفاء الذين جلسوا علىٰ منصة الخلافة بغير حق ، وحاشا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبشر أُمته بأئمة الجور والضلالة من بني أُمية وبني العباس .
نحن نعتقد أن لفظة خليفة ـ وإن كانت لا تعني بالضرورة من يستلم الحكم بعد النبي كما تدل عليه الآيات القرآنية في استخلاف آدم مثلاً ـ هي السبب في عدم فهم القوم لمعنىٰ الحديث ، إلّا أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يترك شيئاً لم يبينه لأُمته ، فقال في إحدىٰ الفاظ حديث الثقلين المتواتر : « إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يتفرقا حتىٰ يردا علي الحوض » (١) .
فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أخبر اُمته بأن الخلفاء من بعده هما : القرآن الكريم ، والأئمة من أهل بيته عليهمالسلام ، وليس الخلفاء الجبابرة أو
_______________
(١) مسند أحمد ٥ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، ١٨٩ ـ ١٩٠ ، كتاب السنة لابن أبي عاصم : ٣٣٧ ، ٦٢٩ ، وقد صححه الألباني في ( ظلال الجنة ) ـ المطبوع مع الكتاب ـ حديث : ٧٥٤ .