الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) .
وفضلاً عن ذلك فان التفاسير قد وردت بشأن هذه الآية في قصة المغافير المشهورة وليس هذا مجال ذكرها .
أما ادعاء الشيخ أن قوله تعالىٰ : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ... ) الآية ، إشارة إلىٰ خلافة أبي بكر ، لأنه هو الذي جاهد أهل الردة .
فليس صحيحاً ، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تصدىٰ للمرتدين في حياته ، كما أن الآيات عامة ، وهي تخاطب الجميع ومن بينهم الصحابة أنفسهم ، والحكم فيها باق إلىٰ يوم القيامة .
أما استشهاد الشيخ بقوله تعالىٰ : ( قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ... ) الآية ، علىٰ أنها إشارة إلىٰ أبي بكر .
فغير صحيح أيضاً ، قال الآلوسي : والانصاف أن الآية لا تكاد تصح دليلاً علىٰ إمامة الصديق رضياللهعنه ، إلّا إن صح غير مرفوع في كون المراد بالقوم بني حنيفة ونحوهم ، ودون ذلك خرط القتاد... (٢) .
أما قوله تعالىٰ : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ... ) الآية ، وأن تفسيرها بخلافة أبي بكر وعمر .
فان ذلك من استنتاجات بعض المفسرين دون الاستناد إلىٰ
_______________
(١) سورة التحريم : ٤ .
(٢) روح المعاني ١٣ / ٢٥٩ .