وأمّا الأحاديث التي استشهد بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ومنها الحديث المنسوب إلىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : « النجوم أمنة السماء... » .
فنقول : إن هذا الحديث ـ المروي بهذه الصورة ـ يشكل حجة علىٰ الشيخ وعلىٰ القائلين بقوله ، وليس حجة لهم ، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وأنا أمنة لأصحابي ، فاذا ذهبت أتىٰ أصحابي ما يوعدون... » ، فان هذا يثبت ما نذهب إليه من أن الكثير من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد انقلبوا علىٰ أعقابهم ، وهو توضيح لأحاديث ( الحوض ) التي ذكرناها سابقاً .
أما قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وأصحابي أمنة لأُمتي فاذا ذهب أصحابي أتىٰ أُمتي ما يوعدون » ، فذلك يقتضي أن الأمّة قد ضلّت بعد انقراض الصحابة وستبقىٰ كذلك إلىٰ قيام الساعة ، لأننا لا نتوقع عودة الصحابة إلىٰ الحياة مرة أُخرىٰ ، أما إذا كان المقصود بأن الأُمة ستبتلىٰ بالفتن بعد ذهاب الصحابة ، فالأُمة قد ابتليت بهذه الفتن في وجود الصحابة ، وما مقتل عثمان وما جرىٰ من حروب الجمل وصفين وغير ذلك إلّا دليلاً علىٰ ما نقول .
إن هناك تناقضاً في هذا الحديث لا يمكن
حلّه ، لأن هذا الحديث قد تعرّض إلىٰ عملية تحريف في صيغته خدمة لأغراض