القائلين بعدالة الصحابة المطلقة ، ولكنهم أوقعوا أنفسهم في هذا التناقض ، ويأبىٰ الله إلا أن يكشف الزيف .
أما كيف يمكن أن يُحل هذا الاشكال ؟ فذلك لا يتم إلا بالرجوع إلىٰ الصيغة الصحيحة لهذا الحديث ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « النجوم أمان لأهل السماء فان طمست النجوم أتىٰ السماء ما يوعدون ، وأنا أمان لأصحابي فاذا قبضت أتىٰ أصحابي ما يوعدون ، وأهل بيتي أمان لأُمتي فاذا ذهب أهل بيتي أتىٰ أُمتي ما يوعدون » (١) .
وبذلك يتبين أن أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هم الأمان لأهل الأرض ، وهم الذين أخبر النبي بأنهم الثقل الثاني الذي لا يفارق الثقل الأكبر ( القرآن الكريم ) حتىٰ يردا عليه الحوض معاً .
والشواهد علىٰ ذلك أكثر من أن تحصىٰ ، وقد اعترف بذلك العديد من علماء وحفاظ أهل السنة .
قال ابن حجر الهيتمي المكي : وفي رواية صحيحة : « إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما : كتاب الله وأهل بيتي عترتي » ، وزاد الطبراني : « إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم »... .
_______________
(١) المستدرك ٣ / ٤٥٧ .