والحاصل أن الحث وقع علىٰ التمسك بالكتاب وأهل البيت ، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الكتاب وأهل البيت إلىٰ قيام الساعة .
ثم اعلم أن لحديث التمسك بالكتاب وأهل البيت طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً... وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أُخرىٰ أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أُخرىٰ أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أُخرىٰ أنه قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف... .
ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، إهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة...
وفي أحاديث الحث علىٰ التمسك بأهل البيت إشارة إلىٰ عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلىٰ يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض... (١) .
وتكفينا هذه الشهادة من خصم عنيد للشيعة ، فانه بعد أن يعترف بكل ذلك يعود إلىٰ تعصبه فيتحامل علىٰ الشيعة ويكيل لهم الاتهامات الباطلة ، وما ذلك إلا لجهله بحقيقة الشيعة الذين فهموا
_______________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٣٠ ـ ٢٣٢ .