جيداً وصية نبيهم الكريم وتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ .
أما الحديث الذي يدعي أن الله قد غفر لأهل بدر مهما عملوا ، فيكذبه الواقع ، لأن بعض البدريين خالفوا أوامر النبي ووصاياه ، وطبع علىٰ قلب البعض منهم بنص القرآن الكريم كما ثبت في قصة ثعلبة بن حاطب .
أما أن أحداً ممن حضر الحديبية لا يدخل النار ، فعلماء أهل السنة ينقضون ذلك ، فقد قال ابن حزم : وعمار رضياللهعنه قتله أبو العادية يسار بن سبع السلمي ، شهد بيعة الرضوان ، فهو من شهداء الله له بأنه علم ما في قلبه وأنزل السكينة عليه ورضي عنه ، فأبو العادية رضياللهعنه متأول مجتهد مخطئ فيه باغ عليه مأجور أجراً واحداً !! وليس هذا كقتلة عثمان رضياللهعنه ، لأنهم لا مجال للإجتهاد في قتله ... !! بل هم فساق محاربون سافكون دماً حراماً عمداً بلا تأويل علىٰ سبيل الظلم والعدوان ، فهم فساق ملعونون (١) .
يقول ابن حزم هذا وينسىٰ أن في جملة قتلة عثمان رجل ممن شهد بيعة الرضوان في الحديبية وهو عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وفي ترجمته مايأتي :
_______________
(١) الفصل في الملل والنحل ٤ / ١٦١ .