بعظيم فضائل أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم ، وفيه دلالة بيّنة لأهل السنّة في تفضيل أبي بكر ثمّ عمر على جميع الصحابة » (١).
وهذه كأمثالها من الروايات الهزيلة التي لم يتورّع الدجّالون لوضعها حتّى على لسان علي بن أبي طالب نفسه; ليقطعوا بذلك على زعمهم حجّة الشيعة الذين يقولون بتفضيل علي بن أبي طالب على سائر الأصحاب من ناحية ، وليوهموا المسلمين بأنّ عليّاً لم يكن يتظلّم ولا يتشكّى من أبي بكر وعمر من ناحية أُخرى ، فقد أخرج البخاري في صحيحه من كتاب فضائل أصحاب النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص ، ومسلم في صحيحه من كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عمر رضي الله تعالى عنه :
عن علي ، عن ابن عبّاس قال : وضِعَ عمرُ على سريره ، فتكنّفَهُ النّاسُ ، يدعون ويصلّونَ قبل أن يرفع ، وأنا فيهم ، فلم يُرعني إلاّ رجُلٌ أَخذ مَنْكِبي ، فإذا عليٌّ ، فترحّم على عُمَرَ وقال : ما خَلَّفتَ أحداً أحبَّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمَلِهِ منكَ ، وأيُّمُ الله ، إن كنتُ لأظُنُّ أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبتُ أنّي كنتُ كثيراً ما أسمع النبىُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ذهبتُ أنا وأبو بكر وعمر ، ودَخلتُ أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر.
نعم ، هذا وضعٌ ظاهر يشمُّ منه رائحة السّياسة التي لعبتْ دورها في إقصاء فاطمة الزهراء ، وعدم دفنها قرب أبيها رغم أنّها أوّل اللاحقين به ، وفات الرّاوي هنا أنْ يضيفَ بعد قوله : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلتُ أنا
____________
(١) شرح مسلم للنووي ١٥ : ١٥٣.