ومنها : تسمية أنفسهم بـ « أهل السنّة والجماعة » حتى يُموّهوا على المؤمنين المخلصين بأنّهم يتمسّكون بسنّة النبيّ مقابل الروافض الذين يرفضونها.
وفي الحقيقة هم يقصدون بـ « السنّة » البدعة المشؤومة التي ابتدعوها في سبّ ولعن أمير المؤمنين وأهل بيت النبيّ على المنابر في كلّ مسجد من مساجد المسلمين ، وفي كلّ البلدان والمدن والقرى ، فدامت تلك البدعة ثمانين عاماً ، حتى كان خطيبهم إذا نزل للصلاة قبل أن يلعن علي بن أبي طالب صاح به من في المسجد : « تركت السنّة ، تركت السنّة »!!
ولما أراد الخليفة عمر بن عبد العزيز إبدال هذه السنّة بقوله تعالى :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي القُرْبى ... ) (١) تآمروا عليه وقتلوه ؛ لأنّه أمات سنّتهم ، وسفّه بذلك أقوال أسلافه الذين أوصلوه للخلافة ، فقتلوه بالسمّ وهو ابن ثمانية وثلاثين سنة ، ولم تطل خلافته غير سنتين ، وذهب ضحية الإصلاح ؛ لأنّ بني عمومته الأمويين لم يقبلوا أن يُميتَ سنّتهم ، ويرفع بذلك شأن أبي تراب والأئمة من ولده.
وبعد سقوط الدولة الأموية جاء العبّاسيون ، فنكّلوا بدورهم بأئمة أهل البيت وشيعتهم ، إلى أن جاء دور الخليفة جعفر بن المعتصم الملقّب « بالمتوكّل » فكان من أشدّ الناس عداوةً لعلي وأولاده (٢) ، ووصل به البغض
__________________
١ ـ النحل : ٩٠.
٢ ـ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ : ١٨ : ( وكان في المتوكّل نصب نسأل اللّه العافية ).