والحقد إلى نبش قبر الحسين في كربلاء ومنع الناس من زيارته (١) ، وكان لايعطي عطاءً ولا يبذل مالا إلاّ لمن شتم عليّاً وولده.
وقصّة المتوكّل مع ابن السكّيت العالم النحوي المشهور معروفة ، وقد قتله شرّ قتلة ، فاستخرج لسانه من قفاه عندما اكتشف بأنّه يتشيّع لعلي وأهل
__________________
وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١١ : ٩٦ : ( وكان شديد التحامل على عليّ وولده ).
وقال الشيخ محمّد الخضري في كتابه الدولة العباسية : ٢٢٣ : ( امتاز المتوكّل عن سائر أهل بيته بكراهة علي بن أبي طالب وأهل بيته ، وهذا ما يعرف في العقائد بالنصب ، وهو ضدّ التشيّع ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنّه يتولى عليّاً وأهله بأخذ المال والدم ، وكان ينادمه ويجالسه جماعة اشتهروا بالنصب وبغض علي ).
وقال ابن الأثير في الكامل ٧ : ٥٥ : ( وكان المتوكّل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليهالسلام ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنّه يتولى عليّاً وأهله بأخذ المال والدم ... ).
١ ـ وإذا كان الخليفة يصل إلى هذه الدّرجة من الخسّة والانحطاط ، فينبش قبور الأئمة من أهل البيت ، وبالخصوص قبر سيّد شباب أهل الجنّة ، فلا تسأل بعدها عمّا فعلوه في الشيعة الذين كانوا يتبرّكون بزيارة قبره ، فقد وصل شيعة أهل البيت إلى أقصى المعاناة والمحن حتى يتمنّى المسلم أن يتّهموه بأنّه يهودي ولا يتّهموه بالتشيّع ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ( المؤلّف ).
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣٥ : ( في سنة ستّ وثلاثين هدم المتوكّل قبر الحسين فقال البسامي أبياتاً منها :
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا |
|
في قتله فتتبّعوه رميماً |
وكان المتوكّل في نصب وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر أن يزرع ، ومنع الناس من اتيانه ) ، وارجع أيضاً إلى : الكامل لابن الأثير ٧ : ٥٥ ، البداية والنهاية لابن كثير ١١ : ٩٦ ، تاريخ الطبري ٩ : ١٨٥ حوادث سنة ٢٣٦ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٤٧ ، تاريخ أبي الفداء ١ : ٣٥١.