ولعنه والبراءة منه ، فهي النصبُ (١).
وممّا يزيدنا وضوحاً على ذلك أنّ الخوارزمي يقول في كتابه : « حتى أنّ هارون بن الخيزران وجعفر المتوكّل على الشيطان لا على الرحمان ، كانا لا يعطيان مالا ولا يبذلان نوالا ، إلاّ لمن شتم آل أبي طالب ، ونصر مذهب النواصب » (٢).
كما ذكر ابن حجر عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : لما حدّث نصر ابن علي بن صهبان بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد الحسن والحسين وقال : « من أحبني وأحبَّ هذين وأباهما وأُمهما كان في درجتي يوم القيامة » ، أمر المتوكّل بضربه ألف سوط ، فأشرف على الهلاك ، فكلّمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : يا أمير المؤمنين هذا من أهل السنّة ، فلم يزل
__________________
١ ـ إذا رجعنا إلى كلمات بعض علماء السنّة يستخدمون السنّة في لعن علي بن أبي طالب والبراءة منه ، فيقولون : فلان شديد التمسّك بالسنّة ، مع أنّه معروف بلعن علي بن أبي طالب وبغضه ، فمثلا ذكر ابن حبان في ترجمة إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أنّه : ( كان حروري المذهب ولم يكن بداعية وكان صلباً في السنّة حافظاً للحديث ، إلاّ أنّه من صلابته ربما كان يتعدّى طوره ، وقال ابن عدي : كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على عليّ ) تهذيب التهذيب ١ : ١٨٣ ، وقال ابن خلكان في ترجمة علي بن الجهم : ( وكان مع انحرافه عن علي ابن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وإظهاره التسنّن مطبوعاً مقتدراً على الشعر ) وفيات الأعيان ٣ : ٣١١.
فمن هذه التصريحات وغيرها الكثير يفهم القارئ أنّ لفظ السنّة كان يستخدم فيمن نصب العداء لأهل البيت عليهمالسلام.
٢ ـ رسائل أبي بكر الخوارزمي : ١٦٦ ، رسالته إلى جماعة الشيعة بنيسابور.