به حتى تركه (١).
والعاقلُ يفهم من قول جعفر بن عبد الواحد للمتوكّل بأنّ نصراً هو من أهل السنّة لينقذه من القتل ، دليلا آخراً بأنّ « أهل السنّة » هم أعداء أهل البيت الذين يبغضهم المتوكّل ، ويقتل كلّ من يذكر لهم فضيلة واحدة وإن لم يكن يتشيّع لهم.
وهذا ابن حجر يذكر أيضاً في كتابه بأنّ عبد الله بن إدريس الأزدي كان صاحب « سنّة وجماعة » ، وكان صلباً في السنّة مرضياً ، وكان عثمانياً (٢).
كما قال في عبد الله بن عون البصري : إنه موثق وله عبادة وصلابة في السنّة ، وشدّة على أهل البدع ، قال ابن سعد : كان عثمانياً (٣).
وذكر أيضاً أن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان حريزي المذهب ، ( أي على مذهب حريز بن عثمان الدمشقي ) المعروف بالنصب ، وقال ابن حبّان : إنّه كان صلباً في السنّة (٤).
وبهذا عرفنا بأنّ النصب والبغض لعلي وأولاده ، وشتم آل أبي طالب ، ولعن أهل البيت يُعدّ عندهم من الصلابة في « السنّة » ، وعرفنا بأنّ العثمانيين
__________________
١ ـ تهذيب التهذيب لابن حجر ١٠ : ٢٨٤ رقم ٧٨١ ، ترجمة نصر بن علي بن صهبان.
٢ ـ ابن حجر في تهذيب التهذيب ٥ : ١٢٧ رقم ٢٤٨ ، والمعروف أنّ العثمانيين كانوا يلعنون علياً ويتّهمونه بقتل عثمان بن عفان ، راجع مجموعة الفتاوى لابن تيميّة ٤ : ٢٦٧.
٣ ـ ابن حجر في التهذيب ٥ : ٣٠٥ رقم ٦٠٠.
٤ ـ ابن حجر في تهذيب التهذيب ١ : ١٥٩ رقم ٣٣٢.