ويحملان عدّة وجوه كما قدّمنا في آية الوضوء ، ولقد اتفقنا عزيزي القارئ على وجوب تقليد العلماء العارفين بحقائق القرآن والسنّة ، وبقي الخلاف بيننا فقط في معرفة هؤلاء العلماء العارفين بحقائق القرآن والسنّة.
فإذا قلت بأنّهم علماء الأُمّة وعلى رأسهم الصحابة الكرام ، فقد عرفنا اختلافهم في آية الوضوء وفي غيرها من المسائل ، كما عرفنا بأنّهم تقاتلوا وكفّر بعضهم بعضاً ، فلا يمكن الاعتماد عليهم جميعاً ، وإنّما يعتمد على المحقّين منهم دون المبطلين ويبقى المشكل قائماً.
وإذا قلت بالرجوع إلى أئمة المذاهب الأربعة ، فقد عرفت بأنّهم اختلفوا أيضاً في أكثر المسائل ، حتى قال بعضهم بكراهة البسملة في الصلاة ، وقال بعضهم ببطلان الصلاة بدونها ، وقد عرفت أحوال هذه المذاهب وأنّها من صنائع الحكّام الظالمين ، وعرفت أيضاً بأنّهم بعيدون عن عهد الرسالة ، ولم يعرفوا الصحابة فضلا عن النبيّ نفسه.
فلم يبق أمامنا إلاّ حلّ واحد لا ثاني له ، ألا وهو الرجوع الى أئمة العترة من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، العالمين العاملين الذين لم يلحقهم أحد في علمهم وورعهم ، وحفظهم وتقواهم ، فهم المعصومون عن الكذب والخطأ بنصّ القرآن الكريم (١) ، وعلى لسان النبيّ العظيم (٢).
__________________
١ ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ).
٢ ـ قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : كتاب الله وعترتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ،