وسنوضح في أبحاث لاحقة بأنّه عليهالسلام كان دائماً يتقيّد بسنّة النبيّ ولا يحيد عنها أبداً ، ويحاول بكلّ جهوده إرجاع الناس إليها ، حتى سبب له ذلك غضب الخلفاء ، ونفور الناس منه لشدّته في ذات الله ، وتشبّثه بسنّة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ).
كما أنّ الإمام الباقر عليهالسلام كان يقول دائماً :
« لو حدّثناكم برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا نحدّثكم ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّه فبيّنها نبيّه لنا » (١).
وقال مرّة أُخرى : « يا جابر ، إنّا لو كنا نحدّثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم » (٢).
وهذا الإمام جعفر الصادق عليهالسلام يقول :
« والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلاّ ما قال ربنا » (٣) « فمهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله ، لسنا نقول برأينا من شيء » (٤).
وأهل العلم والمحقّقون يعرفون ذلك من أئمة أهل البيت ، فلم يسجّلوا عن أحدهم القول بالرأي ، ولا بالقياس ، ولا بالاستحسان ، أو بشيء غير القرآن والسنّة.
__________________
إملاء رسول الله وخطّ علي ، وقد مرّ الكلام عن الصحيفة الجامعة في فصل « أهل السنّة ومحق السنّة » من هذا الكتاب ( المؤلّف ).
١ ـ بصائر الدرجات : ٣١٩ ح٢.
٢ ـ المصدر نفسه : ٣١٩ ح١.
٣ ـ المصدر نفسه : ٣٢٠ ح٧.
٤ ـ المصدر نفسه : ٣٢١ ح٨.