« والاحتجاج بأقوال الصحابة وفتاويهم هو مسلك جماهير الفقهاء ، وخالفهم الشيعة (١) ولكنّ ابن القيم الجوزية أيّد الجمهور بنحو ستّة وأربعين وجهاً وكلّها حُجج قويّة ... ».
ونحن نقول للشيخ أبي زهرة : كيف تكون الحجّة التي تخالف كتاب الله وسنّة رسوله قويّة؟!
فكلّ الحجج التي جاء بها ابن القيم واهية كبيت العنكبوت ، وأنتَ بنفسك قد نسفتها عندما قلتَ :
« ولكنّنا وجدنا الشوكاني يقول : والحقّ أنّ قول الصحابي ليس بحجّة ، فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يبعث إلى هذه الأُمّة إلاّ نبيّنا محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليس لنا إلاّ رسول واحد ، والصحابة ومن بعدَهم مكلّفون على السواء باتّباع شرعه في الكتاب والسنّة ، فمن قال بأنّه تقوم الحجّة في دين الله بغيرهما ، فقد قال في دين الله بما لا يُثبتُ ، وأثبتَ شرعاً لم يأمر الله به » (٢).
فتحيّةً إلى الشوكاني الذي قال حقّاً ونطق صدقاً ، ولم يتأثّر بالمذهب ، فكان قوله موافقاً لأئمة الهدى من العترة الطّاهرة ورضي الله عنه وأرضاه إن كانت أعماله مطابقة لأقواله.
ثالثاً : سنّة التابعين ( علماء الأثر ) :
كذلك نجد « أهل السنّة والجماعة » يأخذون بآراء التابعين ويسمّونهم
__________________
١ ـ وهذه شهادة أُخرى من الشيخ أبي زهرة تؤيّد ما قلناه بأنّ الشيعة لا يقبلون في شرع الله إلاّ الكتاب الكريم والسنّة النبوية ( المؤلّف ).
٢ ـ أُصول الفقه لأبي زهرة : ٢٠٣ في فتوى الصحابي ، نقلا عن ارشاد الفحول في تحقيق الحقّ في علم الأُصول : ٢١٤.