« علماء الأثر » كالأوزاعي ، وسفيان الثوري ، وحسن البَصري ، وابن عيينة وغيرهم كثير ، كما أنّهم متّفقون على الأخذ باجتهادات أئمّة المذاهب الأربعة وتقليدهم ، رغم أنّهم من تابعي التابعين.
وإذا كان الصحابة أنفسهم يعترفون بخطئهم في عديد من المرّات ، وأنّهم يقولون ما لا يعلمون.
فهذا أبو بكر يقول عندما يُسأل عن مسألة : « سأقول فيها برأيي ، فإن أصبتُ فمن الله ، وإن أخطأتُ فمنّي أو من الشيطان » (١)! وهذا عمر يقول لأصحابه : « لعلّي آمركم بالأشياء التي لا تصلح لكم ، وأنهاكم عن أشياء تصلح لكم » (٢).
وإذا كان هذا هو مبلغهم من العلم ، وأنّهم يتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ، فكيف يحقّ لمسلم عرف الإسلام أن يجعل أفعال هؤلاء وأقوالهم سنة متّبعة ، ومصدراً من مصادر التشريع؟ وهل يبقى بعد هذا الحديث « أصحابي كالنجوم » من أثر؟
وإذا كان هؤلاء هم الصحابة الذين حضروا مجالس النبيّ وتعلّموا منه يقولون مثل هذه الأقوال ، فكيف تكون حال من جاء بعدهم ، وأخذ عنهم وشارك في الفتنة؟
__________________
١ ـ سنن الدارمي ٢ : ٣٦٦ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ : ٢٢٣.
٢ ـ تاريخ بغداد ١٤ : ٨١ ، والمصنّف لابن أبي شيبة ٥ : ٢٣٥ ح١٤.
ونحن نقول لهؤلاء : إن كان هذا هو مبلغكم من العلم ، فلماذا تقدّمتم على من عنده علم الأولين والآخرين وحرمتم الأُمّة من هديه ونوره وتركتموها تتخبّط في الفتنة والجهالة والضلالة؟! ( المؤلّف ).