فإذا كانت السنّة النبويّة كما عرّفها العلماء : هي كلّ قول أو فعل أو إقرار لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد خالف أبو بكر السنّة بأجمعها من قول وفعل وتقرير.
ومن القول مثلا : قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فاطمة بضعة منّي من أغضبها فقد أغضبني » (١) ، وقد ماتت فاطمة وهي غاضبة عليه ، كما أخرج ذلك البخاري (٢).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لعنَ الله من تخلّف عن جيش أُسامة » (٣) ، قاله عندما طعنوا في تأميره أُسامة ، ورفضوا الخروج معه والالتحاق بجيشه ، وقد تخلّف أبو بكر رغم كلّ ذلك متذرّعاً بالخلافة.
ومن الفعل مثلا : ما فعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع المؤلّفة قلوبهم ، إذ عاملهم بالحُسنى وأعطاهم سهماً من الزكاة بأمر من الله تعالى.
ولكنّ أبا بكر حرمهم من ذلك الحقّ الذي نصّ عليه القرآن وفعله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نزولا على رغبة عمر بن الخطّاب الذي قال لهم : لا حاجة لنا فيكم.
ومن الإقرار مثلا : ما أقرّه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من كتابة أحاديثه ونشرها بين الناس ، ولكنّ أبا بكر أحرقها ومنع من نشرها والتحدّث بها.
أضف إلى ذلك أنّه كان يجهل كثيراً من أحكام القرآن الكريم ، فقد سُئل عن الكلالة التي نزل بحكمها القرآن ، فقال : إنّي سأقول فيها برأيي فإن يكُ
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢١٠ ، باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٢ ـ صحيح البخاري ٤ : ٤٢ باب فرض الخمس ولفظه : « فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ».
٣ ـ الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٣.