النبيّ كإتمامه صلاة السفر ، ومنعه من التلبية ، وتركه التكبير في الصلاة ، ومنعه من التمتّع في الحجّ ، فلم ينكر عليه غير علي بن أبي طالب ، كما سنعرفه قريباً بحول الله.
والصحابة كانوا يعرفون سنّة النبيّ ، ويعمدون على مخالفتها من أجل إرضاء الخليفة عثمان.
أخرج البيهقي في سننه الكبرى عن عبد الرحمان بن يزيد قال : كنّا مع عبد الله بن مسعود ، فلمّا دخل مسجد منى قال : كم صلّى أمير المؤمنين ( يعني عثمان ) قالوا : أربعاً ، فصلّى أربعاً ، قال : فقلنا : ألم تُحدّثنَا أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى ركعتين وأبا بكر صلّى ركعتين؟!
فقال : بلَى وأنا أحدّثكموه الآن ، ولكن عثمان كان إماماً ، فما أُخالفه والخلاف شرِّ (١).
إقرأ واعجب من هذا الصحابي ، وهو من أكابرهم عبد الله بن مسعود ، إذ يرى في خلاف عثمان شرّاً ، ويرى في خلاف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّ الخير!!
أفبعد هذا يقالُ : إنّهم أنكروا عليه عندما ترك السنّة النبويّة؟!
وروى سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد قال :
اعتلَّ عثمان وهو بمنى ، فأتى عليٌّ فقيل له : صلِّ بالنّاس.
فقال علي : إنْ شئتم ، ولكن أُصلّي لكم صلاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعني ركعتين!
__________________
١ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٣ : ١٤٤ ، تاريخ دمشق ٣٩ : ٢٥٤.