قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيعة هم أهل السنّة

الشيعة هم أهل السنّة

الشيعة هم أهل السنّة

تحمیل

الشيعة هم أهل السنّة

312/522
*

ولمّا أقبل عليّ إلى البصرة لم يقاتلهم ، بل دعاهم إلى كتاب الله فرفضوا وقتلوا من حمل إليهم القرآن ، ومع ذلك فقد ناداه الإمام هو الآخر ، وذكّره كما فعل مع طلحة ، إذ قال له :

« يا زبير أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بني غنم فنظر إليّ فضحك وضحكت إليه ، فقلت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صه ، إنّه ليس به زهو ولتقاتلنّه وأنت له ظالم » (١).

ذكر ابن أبي الحديد خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول فيها :

« اللهمّ إنّ الزبير قطع رحمي ، ونكث بيعتي ، وظاهر عليّ عدوّي ، فاكفنيه اليوم بما شئت » (٢).

وقد جاء في نهج البلاغة للإمام علي قوله في طلحة والزبير : « اللهم إنّهما قطعاني وظلماني ، ونكثا بيعتي ، وألّبا الناس عليَّ ، فاحلل ما عقدا ، ولا تحكم لهما ما أبرما ، وأرهما المساءة فيما أملا وعملا ، ولقد استتبتهما قبل القتال ، واستأنيتُ بهما أمام الوقائع ، فغمطا النعمة وردّا العافية » (٣).

وفي رسالة منه بعث بها إليهما قبل بدء القتال جاء فيها : « فارجعا أيّها

__________________

١ ـ تاريخ الطبري ٣ : ٥١٤ في وقعة الجمل ، الإمامة والسياسة ١ : ٩٢ ، الكامل لابن الأثير ٣ : ٢٤٠ ، وأخرج الحاكم في المستدرك ٣ : ٣٦٦ من طريق أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال : ( شهدت الزبير خرج يريد علياً ، فقال له علي : أنشدك اللّه هل سمعت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : تقاتله وأنت له ظالم؟

فقال : لم أذكر ، ثمّ مضى الزبير منصرفاً ). وصحّحه الحاكم ، ووافقه الذهبي في التلخيص.

٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ٣٠٦ ، الكافي ٥ : ٥٤ ح٤.

٣ ـ نهج البلاغة شرح محمّد عبده ٢ : ٢١.