القضاء على العترة ، فأتمّ معاوية ما أوكل إليه حتّى أجبر الناس على لعن العترة ، وبمؤامرته خرج الخوارج على الإمام علي ، وبمؤامرته قُتِل علي ، وبمؤامرته قتل الحسن بن علي وقد دَسّ له السمّ ، وقضى يزيد ابنه من بعده على بقية العترة.
فليس بين معاوية وعائشة عداء ، حتى قولها : ( أأمنتَ أن أُخبئ لك من يقتلك بأخي محمّد بن أبي بكر ) لم يكن إلاّ مداعبة ، وإلاّ فإنّها لا تحبّ ابن الخثعمية محمّد بن أبي بكر ، والذي كان يحارب ضدّها مع علي ويستحلّ قَتْلها.
ثمّ هي تلتقي مع معاوية في بغض أبي تراب إلى أبعد الحدود ، وبحقد يفوق التصوّر والخيال.
ولا أدري أيّهما المتفوّق في ذلك ، أهو الذي حاربه وسبّه ولعنه وعمل على إطفاء نوره ، أم هي التي عملت على إبعاده عن الخلافة ، وحاربتْه وعملتْ على محو اسمه ، فكانت لا تذكر اسمه ، ولمّا بلغها خبر قتله سَجدتْ شكراً لله؟ (١)
__________________
١ ـ ورد في مقاتل الطالبيين لأبي الفرج : ٥٥ : « لمّا أن جاء عائشة قتل عليّ سجدت » ، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس ٦ : ٢٢٨ : ( ولكن عائشة لا تطيب له نفساً ) بعدما ذكرت مرض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وخروجه متوكّئاً على شخصين أحدهما الفضل وقد ذكرته عائشة والآخر لم تذكره ، فقال ابن عباس بأن الشخص الآخر هو علي بن أبي طالب ، لكن عائشة لا تحبّ ذكره ؛ لأنّها لا تطيب له نفساً. والحديث صحيح الإسناد ، وخرجّه الشيخ الألباني في إرواء الغليل ١ : ١٧٧ معلّقاً عليه بقوله : ( وسنده صحيح ).