فقال : إنّما قتلهم من شهد عليهم (١).
وروي أيضاً أنّ معاوية كان يبعث لها بالهدايا والثياب وأشياء توضع في أسطوانها ، وبعث لها مرّة بمائة ألف دفعة واحدة (٢).
كما بعث لها مرّة أُخرى وهي بمكّة طوقاً قيمته مائة ألف ، كما قضى معاوية كلّ ديون عائشة التي بلغتْ ثمانية عشر ألف دينار ، وكلّ ما كانت تعطيه للنّاس (٣).
وقد قدّمنا في كتاب « فاسألوا أهل الذكر » أنها أعتقت في يوم واحد أربعين رقبة تكفيراً عن نذرها (٤).
كما أنّ الولاة والأمراء من بني أُميّة كانوا يوصلونها ، ويبعثون لها بالهدايا والأموال أيضاً (٥).
وإذا بحثنا عن هذا التقارب بين عائشة ومعاوية قلنا : متى كان البعد والعداء حتّى نقول بالتّقارب ، فأبو بكر هو الذي شارك معاوية في الحكم وولاّه على الشام بعد موت أخيه ، ومعاوية يشعر دائماً بفضل أبي بكر عليه ، فلولاه لم يكن معاوية يحلم يوماً بالوصول إلى الخلافة.
ثمّ إنّ معاوية يلتقي مع الجماعة في مؤامراتهم الكبرى لمحق السنّة والقضاء على العترة ، وقد تقاسموا تلك المهمّة فأحرقوا السنّة وتركوا له
__________________
١ ـ تاريخ الطبري ٤ : ٢٠٨ ، ونحوه البداية والنهاية ٨ : ٦٠.
٢ ـ تاريخ ابن كثير ٨ : ١٤٥.
٣ ـ تاريخ ابن كثير ٨ : ١٤٥.
٤ ـ صحيح البخاري ٧ : ٩٠ من ( كتاب الآداب ، باب الهجرة ).
٥ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ٦ : ٧٧.