فإنّ صفحات تاريخه حافلة بالمآسي والمعاصي لكتاب الله وسنّة رسوله ، ويكفي الباحث أن يقرأ تاريخه وما فعله في اليمامة أيام أبي بكر ، وغدره بمالك بن نويرة وقومه ، وكيف قتلهم صبراً وهم مسلمون ، ودخل بزوجة مالك ونكحها في ليلتها ، ولم يراعِ في ذلك شرع الإسلام ولا مروءة العرب.
حتّى إنّ عمر بن الخطّاب مع تساهله في الأحكام إلاّ أنّه شنّع عليه ، وسمّاه عدوّ الله ، وتوعّده بالرجم.
وعلى الباحثين أن يراجعوا التاريخ بعين البصيرة ، ومن وجهة النقد البنّاء الذي يوصلهم إلى الحقيقة بكلّ تجرّد وحياد ، ولا تأخذهم العصبيّة المذهبيّة ، فيقوّموا الأشخاص من خلال الأحاديث المكذوبة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ « أهل السنّة والجماعة » ـ وهم بنو أُميّة في الواقع ـ يمسحونَ الأحداث التاريخية بحديث واحد يضعونه من عندهم ؛ ليقطعوا به الطّريق على الباحثين فلا يصلون إلى الحقيقة.
وما أسهل أن يقول أحدهم : قال رسول الله لخالد بن الوليد : « مرحباً بسيف الله » ، فيأخذ هذا الحديث المكذوب مأخذه من نفوس المسلمين الأبرياء الذين يُحسنُون الظّن ، ولا يعرفون خفايا الأُمور ودسائس الأمويين ، فيتأوّلُون بعد هذا الحديث الموضوع كلّ ما يقال في خالد من حقائق ويلتمسون لها أعذاراً.
وهذا ما يُسمّى بالتأثير النفسي على الأشخاص ، وهو الدّاء العضال الذي يحجب الإنسان عن الحقّ ، ويقلب الواقع تماماً.
خذ لذلك مثلا أبا طالب عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قيل : إنّه مات على الكفر ، وإنّ