سيفٌ من سيوف الله سلّه على أعدائه ، إنّه تأوّل فأخطأ (١)!! ومن هنا جاء هذا اللّقب.
وأخرج الطبري في الرياض النضرة أنّه كان في بني سليم ردّة ، فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد ، فجمع رجالا منهم في الحضائر وأضرم عليهم النار فأحرقهم ، فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب ، فأتى أبا بكر فقال : تدع رجُلا يعذّب بعذاب الله عزّ وجلّ؟
فقال أبو بكر : والله لا أشم سيفاً سلَّهُ الله على عدوه حتّى يكون هو الذي يشيمه ، ثمّ أمره فمضى من وجهه إلى مسيلمة (٢).
ومن هنا سمّى « أهل السنّة والجماعة » خالداً بـ « سيف الله المسلُول » ولو أنّ خالداً عصى أمرَ الرسول ، وحرق الناس بالنّار ضارباً بالسنّة عرض الجدار.
فقد أخرج البخاري في صحيحه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « إنّ النار لا يُعذِّب بها إلاّ الله » (٣) ، وقوله أيضاً : « لا يعذّب بالنار إلاّ ربّها » (٤).
وقد قدّمنا أنّ أبا بكر كان يقول قبل موته : يا ليتني لم أحرق الفجاءة السلمي! (٥)
ونحن نقول : يا ليتَ سائلا يسأل عمر بن الخطّاب ويقول له : إذا كنتَ
__________________
١ ـ تاريخ الطبري ٢ : ٥٠٣ ، الإصابة ٥ : ٥٦١.
٢ ـ الطبقات الكبرى ٧ : ٣٩٦ ، تاريخ دمشق ١٦ : ٢٤٠.
٣ ـ صحيح البخاري ٤ : ٧ ( كتاب الجهاد والسير ، باب الخروج في رمضان ).
٤ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٩ : ٧٢ ، مسند أحمد ٣ : ٤٩٤ ، سنن أبي داود ١ : ٦٠٣.
٥ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٣٧ ، شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ : ٤٧.